لقد أجمع علماء التربية المعاصرون، على اعتبار قواعد اللغة أساسا في اكتساب المعارف والتعبير عن المعطيات الفكرية، والتفاعل للتعبير عما يدور في النفس، وتعرض ما ينتجه الفكر، وبها يجري التفاهم، ففي رحابها أيضا تنطلق المواهب وتتفجر الطاقات المبدعة.
والعربية لغتنا الأم، هي صلة الوصل بين الأحفاد والأجداد، كما أن فيها صور الآمال والآماني للأجيال القادمة. لذلك ينبغي التفاني في حبها والاعتناء بدرسها، والتعرف إلى تراثها والاطلاع على دورها الذي تلعبه في حياة الفرد والأمة.
والعملية التربوية والتعليمية لا تقوم إلا على ثلاث دعائم أساسية : التلميذ، والمعلم والكتاب، فالتلميذ هو الأساس وهو الهدف، والمعلم يقع عليه الدور الأول في إيصال الفكرة والمعلومة إلى التلميذ بأبسط الطرق وأنجعها، أما الكتاب فهو الأداة الأولى التي تربط بين التلميذ والأستاذ، وهو الوسيط بين الاثنين.
هذا كتاب في مبادئ اللغة العربية، أعد لطلاب المرحلة الابتدائية، وقد قُسِم الدرس إلى أربعة أقسام رئيسية :
- القواعد العامة والتعريفات، وقد تمت صياغتها بلغة وعبارة مبسطة سهلة الفهم والاستيعاب.
- الأمثلة، مع الحرص على إيراد الأمثلة الدالة على القاعدة وشرح المثل بلغة مبسطة، وسهلة الفهم، والحرص أيضا على الابتعاد قدر الإمكان عن اختيار شيء من الكلام العربي القديم كالأشعار والحكم والأمثال، لأن فهم معاني هذه الآثار فوق متناول تلاميذ تلك المرحلة وبعيد عن ممارسة حياتهم اليومية.
- الإعراب، وهو إعراب نموذجي بشكل مبسط، لجمل تطابق الدرس.
- التمارين التطبيقية: فقد كانت المحاولة من الإكثار منها نسبيا مع سهولة في المعاني، ونبسيط للغة السؤال لكي يكون واضحا ومفهوما، وكذلك كان التركيز في التمارين التطبيقية على دفع التلميذ لتأليف ونكوين الجمل الإنشائية التي لها علاقة بالدرس.