هذا كتاب بالغ القيمة يدل على دقة الملاحظة عند مؤلفه وشغفه بالتقييد ويقدم لنا صورة دقيقة في جوانب كثيرة، عن حياة القرن السادس في النواحي العلمية والاجتماعية. وهو يتميز بضبط رجل متمرس بالحديث وعلم الرجال، ولذلك كان مصدراً هاماً للذين كتبوا في البلدان والتراجم، فاعتمده ياقوت اعتماداً كبيراً في معجم البلدان، كان منبعاً يستقي منه القفطي في أنباء الرواة. وقد رتبه مؤلفه على حسب حروف المعجم معتمداً الاسم الأول في السند. إلا أن السلفي لم يقم -في ما يبدو- بوضعه في صورة نهائية، وإنما كان ما تبقى منه على شكل جذاذات جمعت ورتبت من بعده. فجاء الكتاب ناقصاً في عدة مواضع، ومن دقق في ترتيبه على حسب الحروف وجد فيه تقديماً وتأخيراً، كما سقط من أوله جميع الأسماء التي تقع قبل أحمد.