هذا الكتاب يفيد الطلاب بما يساعدهم على تأسيس منهج علمي سديد في علوم الحديث حيث أصبح الكثير منهم ييحثون عنه بشغف بالغ, وذلك لما آل إليه هذا العلم الشريف من سطحية مخلة ,على الرغم من تظافر الجهود في سبيل خدمته منذ قرون عديدة, حين أضحى لدى الكثيرين عبارة عن مجموعة من المصطلحات والتعاريف وتحليل آراء العلماء فيها سواء كانوا من أهل هذا الفن أو من غيره,أي علماء الأصول وعلماء الفقه, فأنجبت تلك المصطلحات والتعاريف مفاهيم مزدوجة, ومناهج مختلطة, حتى إن التعابير الفنية لنقاد الحديث, سواء كانت في تعليل الأحاديث وتصحيحها أو في مجال الجرح والتعديل, والتي كانت وليدة واقعهم الحديثي أي مرتبطة بقرائن ودلائل خاصة بها, صارت غير مفهومة, وأن القواعد والمسائل التي تكمن وراءها أصبحت مغمورة, وذلك لتضييق مراميها ومعانيها بوضع التعاريف الجامدة التي لا تقبل الزيادة ولا النقصان.