من مقدمة المؤلف: وإني لأعلم أن الاتجاه في الحياة المعاصرة, أخذ يتشكل نحو الجماعة بخطى سريعة, وهذا يقلل من تقديس الأبطال, ويخمل دور الفرد في الحياة, ويغير مفهومات الناس عن قيمة ذلك الدور, ومن ثم تقل الرغبة في السير عامة, ولكننا نسيء إلى روح الجماعة إذا اعت
حينما أصدر احسان عباس كتابه «فن السيرة» عام 1956م كان أول ناقد عربي يقف على أصول هذا الفن وقواعده، وأنبأ ذلك الكتاب عن مقدرة فذة وبصيرة نافذة في الكشف عن جذور فني «السيرة»، و«السيرة الذاتية» في التراث العربي والآداب الاوروبية، من خلال أظهر معالمهما، هنا وهناك، في قراءة تقرن التاريخ والتحليل بقران واحد، وتظهر القديم إلى جانب الحديث، في تلك الحقبة من عمر الثقافة العربية التي بدأ ثلة من الأدباء والساسة الالتفات إلى ذينك الفنين، ولا سيما «السيرة الذاتية» التي ذاع شأنها بعد أن أخرج طه حسين كتابه الشهير «الايام»، فتنادى نفر من الأدباء والصحفيين والساسة إلى تدوين مذكراتهم وسيرهم الذاتية.