à partir de 39 € d'achat
- Nouveautés !
في أرض الجزيرة، وبين بني تغلب، أولئك القوم المعتزين بماضيهم المعتدين بأنفسهم، المتمسكين بنصرانيتهم، ، ولد «أبو مالك غياث بن غوث» الملقّب «الأخطل» سنة عشرين للهجرة، وكانت وفاته سنة اثنتين وتسعين للهجرة، في خلافة «الوليد بن عبد الملك» تفتحت عين «الأخطل» في صباه على الصراع الدموي بين المسلمين، وترامى إلى سمعه ما كانت تبذله قبيلته من مجهود في سبيل الأمويين، ولقف بأذنه الأشعار التي كان يهاجم بها شاعر قبيلته « كعب بن جعيل» أهل العراق، ليكون ذلك كله رصيداً يسترفد منه في مستقبل حياته، وقد فشلت جميع المحاولات التي بذلت ليعتنق الإسلام، وقد شب على العناد والمشاكسة والميل إلى التحدي والتحرش بالناس وأغلب الرواة متفقون على أنه لم يلقّب بالأخطل، إلا لبذاءته وسفهه وسلاطة لسانه، وقد بدأ يقرض الشعر في سن مبكرة ولكنه لم يبدأ في التغني به وصفاً أو غزلاً أو فخراً، وإنما بدأ بقول الشعر هجاء، ولعل ظروف نشأته الأولى من حرمانه لحنان أمه، وتسلط زوجة أبيه عليه وحرمانه من أبسط حقوقه . كان له الأثر في ذلك فقد كان الهجاء سبيله إلى الظهور فهجا شاعر تغلب « كعب بن جعيل» ولم تسلم نفسه هو من الهجاء . والواقع أنه لم يبق لنا من شعر الأخطل، الذي قاله قبل أن يتصل بالأمويين غير بعض هذه الأهاجي، التي يغلب عليها الفحش